الإسم: محمد (ع)
اللقب: الباقر
الکنیة: أبو جعفر
اسم الأب: علی بن الحسین (ع)
اسم الأم: فاطمة بنت الحسن (ع)
الولادة: 1 رجب 57 ه أو 3 صفر
الشهادة: 7 ذو الحجة 114ه
مدة الإمامة: 19 سنة
القاتل: هشام بن عبد الملک
مکان الدفن: البقیع
ولادته
ولد الإمام الباقر علیه السلام وتلقفه أهل البیت بالتقبیل والسرور، إذ لطالما کانوا ینتظرن ولادته التی بشر بها رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم منذ عشرات السنین.
الممیزات الشخصیة للامام الباقر (ع):
کان أبرز ممیزاته (ع) العلم الواسع، وقد برز علمه هذا فی فترة انتشار الفلسفة الیونانیة وتوسع الناس فی المناظرات الکلامیة وتعدد المذاهب الفقهیة والمدارس العقائدیة ما استدعى بروز شخصیات علمیة هامة تحمل على عاتقها مهمة ترسیخ دعائم الفکر الاسلامی الأصیل وتقویة دعائم الفقه فی مقابل المذاهب المختلفة. فکان تأسیس جامعة أهل البیت(ع) التی حوت عدداً کبیراً من العلماء حیث کانوا یأتون الى المدینة المنورة من مختلف الأقطار الاسلامیة لینهلوا من الامام الباقر (ع) علومهم ومعارفهم.
وقد قال عطاء الله وهو أحد کبار علماء العامة یصف الامام الباقر (ع): ما رأیت العلماء عند أحد أصغر منهم فی مجلس أبی جعفر الباقر. لقد رأیت الحکم بن عیینة کأنه عصفور مغلوب لا یملک من أمره شیئاً.
ومن میزاته أیضاً صلابته فی مواجهة الحکام الأمویین حیث لم یرضخ لضغوطهم فأکمل مهمته الالهیة على أکمل وجه. هذا فضلاً عن العبادة والورع والتقوى التی یتحلى بها أئمة أهل البیت سلام الله علیهم.
أمة الماجدة فاطمة بنت الامام الحسن المجتبى علیه السلام وقیل ام عبد الله، فاصبح علیه السلام ابن الخیرتین وعلویاً بین العلویین.
روی فی دعوات الراوندی عن الإمام محمد الباقر علیه السلام أنه قال: کانت أمی قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدة شدیدة فقالت بیدها: لا وحق المصطفى ما أذن الله لک فی السقوط، فبقى معلقاً حتى جازته، فتصدق عنها ابی علیه السلام بمائة دینار.
ألقابه علیه السلام
إسمه الشریف محمد، وکنیته أبو جعفر، والقابه الشریفة الباقر والشاکر والهادی، وأشهر القابه الباقر، وقد لقبه رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم به کما ورد فی روایة سفینة عن جابر بن عبد الله أنه قال قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم یوشک أن تبقى حتى تلقى ولداً لی من الحسین علیه السلام یقال له: محمد یبقر علم الدین بقراً فاذا لقیته فاقرأه من السلام.
وروی الشیخ الصدوق قال: سألت جابر بن یزید الجعفی فقلت له: ولم سمی الباقر باقراً؟ قال: لانه بقر العلم بقراً أی شقه شقاً وأظهر إظهاراً و ویزید کلمه وینقص حرفا على المقال فیجعل الحق باطلا والباطل حقا ویکون له الحجة والبرهان فیه ویظهر باطن الخط من ظاهره ,,الله الله
وقال ابن حجر الهیثمی فی الصواعق المحرقة مع کثرة عناده ونصبه: (أبو جعفر محمد الباقر سمی بذلک من بقر الأرض أی شقها وأثار مخبآتها ومکانها فلذلک هو أظهر من مخبئآت کنوز المعارف وحقائق الاحاکم والطائف مالا یخفى الا على منطمس البصیرة أو فاسد الطویة والسریرة، ومن ثم قیل هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه الخ).
إمامته
ومن مزایا هذا الولید الطاهر أنه ملتقى ورابط بین أسرة الإمام الحسین وأسرة الإمام الحسن، فهو أول هاشمی علوی یولد من جهة الحسن والحسین، لأن أباه علی بن الحسین وأمه فاطمة بنت الحسن فکان الباقر ملتقى الکرامات وآصرة علویة أثلج بولادته قلوب أهل البیت فما أکرمه وما أعظمه.
وروی أن الإمام السجاد علیه السلام قال لابنه الباقر علیه السلام: بنی إنی جعلتک خلیفتی من بعدی لا یدعى فیما بینی و بینک أحد إلا قلده الله یوم القیامة طوقاً من نار.
وروی عن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم أنه قال: إذا فارق الحسین الدنیا، فالقائم بالامر بعده علی ابنه وهو الحجة والامام وسیخرج الله من صلب علی ابناً اسمه اسمی وعلمه علمی وحکمه حکمی، وهو أشبه الناس إلی وهو الامام والحجة بعد أبیه.
مناظراته
لقد عرف عهد الإمام الباقر بکثرة المناظرات والمحاججات والحوارات المفتوحة لان دولة بنی أمیة فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة والاتجاهات الضالة والآراء الفاسدة الکاسدة فجلس الإمام الباقر بکل جهاد إمام هذه التیارات المنحرفة یوعظهم ویرشدهم ویصحح أفکارهم ویهدیهم إلى الصراط المستقیم.
عبادته
العبادة بالنسبة للمعصومین تمثل حالة کمال وإشراق ولیست عبارة عن تکلف یراد الخلاص منه بل کانوا یأنسون بالعبادة الله تعالى.
حکى (افلح) وهو خادم الإمام لباقر قال: حججت مع أبی جعفر محمد الباقر علیه السلام فلما دخل المسجد ونظر البیت بکى فقلت بابی أنت وأمی إن الناس ینظرون ألیک فلو خفضت صوتک قلیلاً.
قال: (ویحک یا افلح ولم لا ارفع صوتی بالبکاء لعل الله ینظر إلی برحمة منه فالفوز بها غداً).ههــ ه
من معاجز الامام الباقر علیه السلام
روى القطب الراوندی بسنده عن ابی بصیر قال: قلت لأبی جعفر علیه السلام: أنا مولاک ومن شیعتک ضعیف ضریر إضمن لی الجنة، قال: أولا أعطیک علامة الائمة؟ قلت: وما علیک ان تجمعها لی؟ قال: وتحب ذلک؟ قلت: کیف لا أحب فما زاد أن مسح على بصری فأبصرت جمیع ما فی السقیفة التی کان فیها جالساً (وفی روایة مختصر البصائر: فأبصرت جمیع الأئمة علیه السلام عنده) قال:یا أبا محمد مد بصرک فأنظر ماذا ترى بعینک.
قال: فوالله ما أبصرت الا کلباً وخنزیراً وقرداً، قلت: ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال: هذا الذی ترى هذا السواد الأعظم، لو کشف الغطاء للناس ما نظر الشیعة إلى من خالفهم الا فی هذه الصور، ثم قال: یا ابا محمد إن أحببت ترکتک على حالک هکذا وحسابک على الله وإن أحببت ضمنت لک على الله الجنة ورددتک إلى حالتک الأولى؟
قلت: لا حاجة لی إلى هذا الخلق المنکوس، ردنی فما للجنة عوض، فمسح یده على عینی فرجعت کما کنت.
کرمه
تقول سلمى خادمة أبی جعفر الباقر: انه کان یدخل علیه بعض إخوانه فلا یخرجون من عنده حتى یطعمهم الطعام الطیب ویکسوهم فی بعض الأحیان ویعطیهم الدراهم قالت: فکنت اکلمه فی ذلک لکثرة عیاله وتوسط حاله فیقول: (یا سلمى ما حسنة الدنیا الأصلة الأخوان والمعارف) فکان یصل بالخمسمائة درهم وبالستمائة ألف درهم.
شهد کلامه
الأولى قال علیه السلام ما شیب شیء بشیء أحسن من حلم بعلم.
الثانیة: قال علیه السلام الکمال کل الکمال التفقه فی الدین والصبر على النائبة وتقدیر المعیشة.
الرابعة: قال علیه السلام: ثلاثة من مکارم الدنیا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمک وتصل من قطعک وتحلم إذا جهل علیک.
الخامسة: قال علیه السلام ما من عبد یمتنع من معونة أخیه المسلم والسعی له فی حاجته، قضیت أو لم تقض الا ابتلى بالسعی فی حاجة فیما یأثم علیه ولا یؤجر، وما من عبد یبخل بنفقة ینفقها.
السادسة: سلاح اللئام قبیح الکلم.
السابعة: إیاک والکسل والضجر فإنهما مفتاح کل شر من کسل لم یؤد حقا ومن ضجر لم یصبر على حق.
الثامنة: قال علیه السلام عالم ینتفع بعلمه أفضل من سبعین ألف عابد.
استشهاده
ورد فی الفصول المهمة لابن الصباغ المالکی أن الإمام محمد الباقر قد استشهد مسموما فی عهد ملک هشام بن عبد الملک وتشیر المصادر أن هشام بن عبد الملک کان وراء سم الإمام علیه السلام.
وقال الصادق علیه السلام: ان ابی علیه السلام قال لی ذات یوم فی مرضه: یابنی أدخل أناساً من قریش من أهل المدینة حتى أشهدهم، قال: فأدخلت علیه أناساً منهم، فقال: یاجعفر إذا انامت فغسلنی وکفنی وارفع قبری اربع اصابع ورشه بالماء.
فلما خرجوا قلت: یا ابت لو أمرتنی بهذا لصنعته ولم ترد ان أدخل علیک قوماً تشهدهم؟ فقال: یابنی اردت أن لا تنازع.
وفی روایة أن علیه السلام قال: یابنی أما سمعت علی بن الحسین علیه السلام نادانی من وراء الجدران یا محمد تعال عجل.
وروی أیضاً فی بصائر الدرجات عن الإمام الصادق علیه السلام انه أتى أبا جعفر علیه السلام لیلة قبض وهو یناجی، فأومأ إلیه بیده أن تأخر، فتأخر حتى فرغ من المناجاة ثم أتاه فقال: یابنی أن هذه اللیلة التی أقبض فیها وهی اللیلة التی قبض فیها رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم.
قال وحدثنی أن أباه علی بن الحسین علیه السلام أتاه بشراب فی اللیلة التی قبض فیها، وقال اشرب هذا فقال: یا بنی إن هذه اللیلة التی وعدت أن تقیض فیها، فقیض فیها.
وروی القطب الراوندی بسند معتبر عن الصادق علیه السلام قال: لما کانت اللیلة التی قبض فیها أبو جعفر، قال یأبنی هذه اللیلة التی وعدتها، وقد کان وضوءه قریباً، فقال: أریقوه أریقوه، فظننا أنه یقول من الحمى فقال: یابنی أرقه، فأرقناه فاذا فیه فأرة.
وروى الکلینی بسند معتبر صحیح عنه علیه السلام قال: ان رجلاً کان على أمیال من المدینة فرأى فی منامه فقیل له: انطلق فصل على أبی جعفر علیه السلام فان الملائکة تغسله فی البقیع.
وروی أیضاً أن ابا جعفر علیه السلام أوصى بثمانمائة درهم لمأتمه.
وروی أیضاً عن ابی عبد الله علیه السلام قال: قال لی أبی: یاجعفر أوقف لی من مالی کذا وکذا لنوادب تندبنی عشر سنین بمنى أیام منى.
من حکم الإمام الباقر ( علیه السلام )
من روائع هذه الحکم :
1ـ قال ( علیه السلام ) :
( قُم بالحق ، واعتزل ما لا یعنیک ، وتجنب عَدوَّک ، واحذر صدیقک من الأقوام ، إلا الأمین من خشی الله ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تطلعه على سِرِّک ، واستشر فی أمرک الذین یخشون الله ) .
2ـ قال ( علیه السلام ) :
( ثلاثة من مَکَارم الدنیا والآخرة : أن تعفو عَمَّن ظَلَمَک ، وتَصِلْ مَن قطعک ، وتَحلَم إذا جُهل علیک ) .
3ـ قال ( علیه السلام ) :
( مَا من عِبادة لله تعالى أفضل من عِفَّة بَطنٍ أو فرج ، وما من شیء أحب إلى الله تعالى من أن یُسْأل ، وما یَدفَع القضاء إلى الدعاء ، وإنَّ أسرَعَ الخیر ثواباً البِرّ والعدل ، وأسرع الشَّرِّ عقوبة البغی ) .
4ـ قال ( علیه السلام ) :
( مَن صَدَق لسانُه زَکا عَملُه ، ومن حَسنت نِیَّته زِیدَ فی رزقه ، ومن حسن بِرُّه بأهله زِیدَ فی عُمره ) .
5ـ قال ( علیه السلام ) :
( إنَّ أشَدَّ الناس حَسرَةً یوم القیامة عَبدٌ وصف عدلاً ثم خالفه إلى غیره ) .
6ـ قال ( علیه السلام ) :
( مَنْ أعطى الخُلق والرفق فقد أعطى الخیر والراحة ، وحَسُن حاله فی دنیاه وآخرته ، ومن حَرَم الخلق والرفق کان ذلک سبیلاً إلى کل شَرٍّ وبَلیَّة ، إلا من عَصَمَه الله ) .
7ـ قال ( علیه السلام ) :
( اِعرف الموَدَّة فی قلب أخیک بما له فی قلبک ) .
8ـ قال ( علیه السلام ) :
( مَا دَخل قلبَ امرئٍ شیءٌ من الکِبَر إلا نقص من عقله مثل ذلک ) .
9ـ قال ( علیه السلام ) :
( لَمَوت عَالِمٍ أحبُّ إلى إبلیس من موت سبعین عابداً ) .
10ـ قال ( علیه السلام ) :
( لا یُقبل عَمَل إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بِعَمل ، ومن عَرَف دَلَّتْهُ معرفته على العمل ، ومن لم یعرف فلا عَمَل له ) .
11ـ قال ( علیه السلام ) :
( لیس شیء مُمیِّل الإخوان إلیک مثل الإحسان إلیهم ) .
12ـ قال ( علیه السلام ) :
( مَن لم یجعل مِن نفسه واعظاً فإنَّ مواعظ الناس لن تُغنِی عنه شیئاً ) .
13ـ قال ( علیه السلام ) :
( إنما شیعة علی المتباذلون فی ولایتنا ، المُتحابُّون فی مَوَدَّتنا ، المتآزِرُون لإِحیاء الدین ، إذا غضبوا لم یظلموا ، وإذا رضوا لم یسرفوا ، برکة على من حَاوَرَهم ، وسِلْم لِمَن خَالَطَهم ) .
14ـ قال ( علیه السلام
( المُتکَبِّر یُنازِعُ اللهَ رِداءَه ) .
15ـ قال ( علیه السلام ) :
( مَن عَمل بما یَعْلَم ، عَلَّمَه اللهُ ما لا یَعلم ) .
16ـ قال ( علیه السلام ) :
( بِئْس العبد یَکون ذا وجهین وذا لسانین ، یَطری أخاه فی الله شاهداً ، ویأکله غائباً ، إنْ أعطِیَ حَسَدَه ، وإن ابتُلِیَ خَذَله ) .
17ـ قال ( علیه السلام ) :
( مَا عَرفَ اللهُ مَنْ عَصَاه ) ، وأنشد ( علیه السلام ) :
تعصی الإلَهَ وأنت تُظهِر حُبَّهُ هَذا لَعَمرِک فِی الفِعَال بِدیعُ
لَوْ کَانَ حُبُّک صَادقاً لأطَعْتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَن أحَبَّ مُطیعُ
18ـ قال ( علیه السلام ) :
( الحیاءُ والإِیمان مَقرُونان فی قرن ، فإذا ذَهَب أحَدُهُما تَبِعه صَاحِبُه ) .
19ـ قال ( علیه السلام ) :
( مَن قُسِمَ لَهُ الخَرَق حُجِب عنه الإیمان ) .
20ـ قال ( علیه السلام ) :
( إنَّ المؤمِنَ أخُو المؤمن ، لا یَشتُمُه ، ولا یَحرمه ، ولا یسیء بِهِ الظَّنَّ ) .
21ـ قال ( علیه السلام ) :
( مَنْ أصَابَ مَالاً مِنْ أربع لم یُقبل منه فی أربع ، من أصاب مالاً من غلول أو رِبَا أو خِیَانة أو سَرِقة ، لم یقبل منه فی زَکَاة ولا فی صَدَقة ولا فی حَجٍّ ولا فی عُمرة ) .
22ـ قال ( علیه السلام ) :
( شَرُّ الآباء مَنْ دَعَاهُ البِرُّ إلى الإفراط ، وشَرّ الأبناء من دعاه التقصیر إلى العقوق ) .
23ـ قال ( علیه السلام ) :
( کَفى بالمرءِ عَیباً أن یتعرَّف مِن عُیوب الناس مَا یعمى علیه من أمر نفسه ، أو یَعیب الناس على أمر هو فِیه لا یستطیع التحول عنه إلى غیره ، أو یؤذی جلیسه بما لا یعنیه ) .
24ـ قال ( علیه السلام ) :
( إنِّی لا أکره أن یَکُون مقدار لسان الرجل فاضلاً على مقدار علمه ، کما أکره أن یکون مُقدار عِلمِه فاضلاً على مُقدار عَقله ) .
****
***
**
*
وتمر علینا هذه الأیام الذکرى السنویة لواحدة من ماسی أهل البیت علیهم السلام ألا وهی استشهاد الإمام محمد الباقر علیه السلام فی السابع من ذی الحجة.
بدموع عیوننا و آهات قلوبنا نرسل تعازینا لولی أمرنا صاحب العصر و الزمان
حجة الله فی أرضه عجل الله فرجه
و لعلماء الأمة و رجال الدین و المراجع و الموالین
و لأعضاء مجالسنا الکرام
بحلول الذکرى الألیمة ذکرى استشهاد باقر علم الله باقر علوم الأولین والآخرین
الإمام محمد بن علی الباقر علیه السلام
رزقنا الله و إیاکم فی الدنیا زیارته و فی الآخرة شفاعته
المصدر: منتــــدیات اســــود العـــراق