الإمام ُ محمد الجَـواد " علیه السّلام " ، تاسع ُ أئمَـة أهل بیت النبّوة و معدَن الرّسـالة ..
مخزن ُ العِلـم و وارث الأنبیَــاء و سِهـام الأشقیـَاء یشهــَد له التأریـخ بجــوده ِ و کرمـه .
رغم أن ّ لـ صفحَــات حیَـاتِه دُررا ً ناصعـة إلا أنّها مطویّة فی خضم ّ السیّــر الذاتیّـة لسائـر الأئمّة علیهم السّلام ..
فــ من هُو الإمام الجواد (ع) ..؟ :
هو الإمام محمد الجواد علیه السلام من الاُسرة النبویة وهی أجلّ وأسمى الاُسر التی عرفتها البشریة، فهو ابن الإمام
علی الرضا ابن الإمام موسى الکاظم ابن الإمام
جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علی السجاد ابن الإمام الحسین سبط رسول الله صلى الله علیه وآله
وابن الإمام علی بن أبی طالب علیهم السلام.
و من الاسباب المهمة التی دفعت بنی العباس الى الاسراع فی قتله (سلام الله علیه) هو ما احدثته امامته المبکرة من ضجة بین المسلمین، مع انتشار اخبار اجاباته العلمیة الدقیقة التی ابهتت جمیع العلماء واثلجت صدور الاصدقاء الذین رأوا فی امامهم التاسع بأنه یجدد صور ما حکاه القرآن الکریم عن عیسى ویحیى (علیهما السلام) وعلى نطاق اوسع بکثیر، فقد جرت معه علیه السلام وهو دون العاشر کثیراً من هذه الحوادث وفی مجالس متعددة کان یجیب على ادق المسائل العلمیة الشرعیة التی عجز عنها العلماء وبین للامة ان وراثة علوم مدینة الحکمة المحمدیة الهیة لا تتأثر بعمر الامام.
کما ان هذه الظاهرة المجددة لتأریخ الانبیاء (علیهم السلام) قد أثار الحقد والحسد فی قلوب الاعداء وخاصة رجال البلاط العباسی الذین خشوا من آثارها على حکمهم لما ستؤدی الیه من اتساع توجه قلوب المسلمین الیه خاصة مع ما کانوا یجدون فیه سلام الله علیه من الاخلاق المحمدیة بجمیع نواحیها.
ومن هنا جاء قرار تصفیة الامام التقی (علیه السلام) بکل وسیلة واغتیاله بسرعة وهو فی ریعان الشباب.
ومن جهة اخرى، فان امامنا الجواد (علیه السلام) قد کهد بتلک المناظرات وما اظهره فی صغر سنه من العلوم والمعارف المحمدیة؛ مهد بذلک لامامة ولده الامام الهادی (علیه السلام) الذی خلفه وهو ایضاً دون العاشرة، فتقبلت الامة امامته دون ان تسأل والده الجواد علیهما السلام عن صغر سنه.
و قد توفی ( علیه السلام ) فی سن 25 و دفن فی بغداد ( الکاظمیة ) یزوره الملایین من شیعته و محبیه .

فسلام علیه یوم ولد و یوم استشهد و یوم یبعث حیا
اللهم ارزقنا زیارته و شفاعته بحق محمد و آل بیته الأطهار